ومع تهميش التنمية بشكل متزايد على الأجندة الدولية وسط جائحة كوفيد-19 والصراعات الإقليمية، أحيت مبادرة التنمية العالمية التي اقترحتها الصين الأمل بين دول العالم بشأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وفقًا لدبلوماسيين وقادة المنظمات الدولية.
سيترأس الرئيس شي جين بينغ، الذي اقترح المبادرة في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، الحوار رفيع المستوى حول التنمية العالمية يوم الجمعة. وسينضم إليه قادة الأسواق الناشئة والدول النامية في مناقشة التنمية العالمية بهدف تنشيط التعاون الدولي في مجال التنمية.
وقال سيدهارث تشاترجي، منسق الأمم المتحدة المقيم في الصين، يوم الاثنين، في فعالية في بكين لإطلاق تقرير التنمية العالمية، إن المبادرة "استجابة واعدة للدعوة إلى عقد من العمل" لتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
قال تشاتيرجي إن العالم يواجه اليوم تحديات عميقة ومتنامية ومترابطة، تتمثل في استمرار الجائحة، وأزمة المناخ، والصراعات، والتعافي الاقتصادي الهش وغير المتكافئ، وتزايد التضخم، والفقر والجوع، وتفاقم عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها. وأضاف: "نرحب بالقيادة المسؤولة للصين في هذه المرحلة الحرجة".
مبادرة التنمية العالمية هي مبادرة تهدف إلى دعم تنمية البلدان النامية، وتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي في مرحلة ما بعد الوباء، وتعزيز التعاون الإنمائي الدولي.
يستعرض التقرير، الذي أصدره مركز المعرفة الدولية للتنمية في بكين، التقدم المحرز في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 والتحديات القائمة، ويطرح توصيات سياسية لتنفيذ خطة 2030.
وفي كلمته التي ألقاها عبر رابط فيديو في فعالية يوم الاثنين، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية وانغ يي إن المبادرة، التي تهدف إلى تسريع تنفيذ أجندة 2030 وتعزيز التنمية العالمية الأقوى والأكثر خضرة وصحة، "حظيت باستقبال حار ودعم قوي من أكثر من 100 دولة".
قال وانغ: "إن مبادرة التنمية العالمية تُمثل دعوةً حثيثةً لحشد المزيد من الاهتمام بالتنمية وإعادتها إلى صميم الأجندة الدولية. فهي تُوفر مسارًا سريعًا لتعزيز التنمية، بالإضافة إلى كونها منصةً فعّالة لجميع الأطراف لتنسيق سياسات التنمية وتعميق التعاون العملي".
أشار وانغ إلى أن الصين مناصرة راسخة للتعاون الإنمائي العالمي، وقال: "سنظل ملتزمين بالتعددية الحقيقية وروح الشراكة المنفتحة والشاملة، وسنشارك الخبرات والتجارب التنموية بنشاط. ونحن على استعداد للعمل مع جميع الأطراف لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وتكثيف الجهود لدفع أجندة 2030، وبناء مجتمع عالمي للتنمية".
وقال السفير الجزائري لدى الصين حسن رابحي إن المبادرة هي تعبير حقيقي عن التزام الصين الكامل بالتعددية وإثبات لدورها النشط والقيادي في التعاون الإنمائي الدولي، فضلاً عن كونها دعوة عامة من الدول النامية للتنمية المشتركة.
قال رابحي: "مبادرة التنمية العالمية هي اقتراح الصين لحل المشكلات والتحديات التي تواجه البشرية. فهي تُركز على السلام والتنمية، وتُقلص الفجوة في التنمية بين الشمال والجنوب، وتُرسّخ مفهوم حقوق الإنسان، وتُعزز رفاهية الشعوب".
وأشار السفير المصري لدى الصين محمد البدري إلى أن توقيت المبادرة بالغ الأهمية، وقال إنه يعتقد اعتقادا راسخا أن المبادرة العالمية للتنمية "ستساهم بقوة في جهودنا المشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقدم منصة ممتازة وشاملة وشفافة لتبادل أفضل الممارسات والخبرات ذات الصلة" لأغراض تحقيق الأهداف.
من صحيفة تشاينا ديلي (بقلم كاو دي شنغ | صحيفة تشاينا ديلي | تم التحديث: 21 يونيو 2022، الساعة 07:17)
وقت النشر: ٢١ يونيو ٢٠٢٢
